إنتاج كتابي تفطن الصديق لغياب صديقه عن القسم فذهب لزيارته

رحلة استكشافية

بمناسبة عطلة الربيع، نظّــمت إدارة مدرستنا رحلة استكشافية لأهمّ المواقع الأثرية في وطننا الغالي. و جاء اليوم الموعود فركبنا الحافلة التي انطلقت تطوي الأرض طـــــــــــــــــــــــــــــيّا و نحن نغنّي و نصفّق فرحا و استبشارا .

و بعد ساعات وصلنا إلى مدينة المهدية فنزلنا بجانب بناية كبيرة يبدو عليها القِدم فتساءلنا عنها فأجابنا معلّمنا : " إنّ هذا مسرح الجم ، إنّه بناء شيّده الرومان حيث كان قيصر الروم يأتي ليشاهد معارك بين المساجين و الأسود أمّا الآن فيقام فيه مهرجان موسيقي كل سنة... " بعد سماع كلام المعلم شعرنا بالحماس لتخيّل الأحداث فقرّرنا تمثيلها فجلس بعض التلاميذ على المدارج أمّا أحمد و ياسين فقد مثّلا دور المــــقاتلين و بعد انتهاء العرض صفّق الجميع و التقطنا بعض الصّور ثم رجعنا الى الحافلة و توجّهنا 

إلى مدينة تونس لزيارة متحف باردو. 

و ما إن وصلنا حتى استقبلنا الدّليل و ألبسنا أحذية ورقيّة للحفاظ على سلامة الأرضيّة ثم بدأنا بالتجوال بين أروقته فلكلّ رواق لافتة كتب عليها اسم لحضارة مرّت بها بلادنا لكأنّ الزمن اِخْتُصِر بين جدران هذا المتحف بما فيه من أواني فخّارية و عملات نقديّة و كتابات غريبة و تماثيل . . ثم أعلمنا المعلّم بأنّه علينا أن نتوجّه في الحال الى ولاية الكاف و عند وصولنا سحرنا منظر آثار دقّة من ارتفاع عواميدها و جمال أقواسها حيث زادها اخضرار العشب من حولها بهاء. و بقيت أتخيّل أجسام الرجال الذين بنوها لابدّ و أنّهم كانوا أقوياء أشدّاء و عمالقة ، فربّت المعلم على كتفي مبتــــــــــسما و كأنّه يعرف ما يدور بخـــــــــاطري و جاء المساء فشددنا الرحال الى مدينة القيروان فزرنا فسقية الأغالبة وهي عبارة عن خزّانات كبيرة للمياه تزوّد سكان المدينة بحاجتهم من الماء. ثم ذهبنا الى جامع عقبة فقالت المعلّـــــمة:" إنّ الصحابيّ الجليل عقبة ابن نافع قد شيّد هذا الجامع عندما أتى الى إفريقيّة في الفتوحات الإسلامية " فطلبنا من معلّمنا أن ندخــــــــــــــل و نصلّي فيه فسمح لنا بذلك ...عدنا بعد ذلك الى الحافلة وقد أسدل الليل ستاره و أنهكنا التعب و غالبنا النّعاس ثم انطلقنا عائدين و نفوسنا تطفح بشرا و حبورا فقد رأينا ما سرّنا و أبهجنا .

ما أروع الرحلات : هواء نقيّ و لهو بريء و ألفة و محبة.