المقعد الشاغر
(زيارة الصديق المريض)
رنّ الجرس فدخل التلاميذ القسم وشرعوا في الدراسة بكلّ همة و عزم. نظر رامي إلى الصفوف المجاورة له فلاحظ أنّ مقعد صديقه الحميم سامي شاغر . أحسّ رامي بالحيرة وانتابه القلق وتقاذفته أفكار شتى و تساءل في نفسه قائلا:" لماذا تغيـّب سامي يا ترى؟" ماذا أصابه؟ هل هو مريض .... لعلّ المانع خيرا؟ " قضـّى رامي الحصـّة على مضض ينتظر الخروج من القسم و طال الوقت على أحرّ من الجمر. عند منتصف النّهار خرج الولد من المدرسة على عجلة من أمره كالسّهم الذي فارق قوسه و توجـّه إلى بيت رفيقه. طرق الولد الباب بأدب ففتحت له أمّ سامي بحفاوة هاشـّة باشـّة رغم علامات القلق التي تنطلق من عينيها ثم أدخلته إلى غرفة ابنها. كان سامي ممدّدا في فراشه يسعل و يعطس و قد بانت عليه علامات المرض . فوجئ رامي بمنظر صديقه فقال بصوت يملأه الحزن « سلامتك يا أخي . ماذا أصابك ؟" قال سامي مطمئنـّا :" لا تجزع يا صديقي فأنا بخير . لقد نسيت مطريـّتي البارحة فتبللت ثيابي وأصابني زكام خفيف لذلك أمرني الطبيب بملازمة الفراش ". ارتاح رامي عند سماع صديقه و قال مبتسما : " حمدا لله على سلامتك ستشفى قريبا بإذن الله . لقد نسخت لك الدّروس التي فاتتك حتى تراجعها " قضى الولدان وقتا مسلّــــيا يتبادلان الملح و الطرائف إلى أن أزف موعد العودة إلى المنزل فودّع رامي صديقه متمنـّيا له الشفاء العاجل.