الراعي الصغير
تنفس الصبح بعطر الازهار الفواحة و وانسحبت جيوش الظلام منهزمة فانتشرت أشعة الشمس ذهبية ساطعة و ملأت الغرفة دفئا و نورا، حينئذ أفاق سامي من نومه و نفسه منشرحة و مليئة بفيض من السعادة و التفاؤل بخير يوم جديد .
ذهب إلى غرفة الاستحمام و غسل وجهه و أطرافه ثم ولج غرفته و ارتدى ثيابه النظيفة المرتبة . بعد دقائق كان يسوق قطيع الأغنام قاصدا الحقل بنشاط و حيوية و قد ملأ رئتيه بالنسيم العليل و الهواء الصافي النقيّ .
حين وصل إلى الحقل الفتان طفق تارة يركض وراء الفراشات اللعوبة و العصافير المرفرفة في الفضاء الفسيح الرحب و تارة أخرى يجلس على ركبتيه ليقطف الأزهار الفواحة العطرة ، في هذه الأثناء كانت الأغنام ترعى العشب الأخضر الطريّ و سامي يراقبها عن كثب تحت ظل الشجرة . ثم فجأة طرأت بباله فكرة جميلة فأخرج مزمارا قديما من تحت عباءته و بدأ يطلق الحانا عذبة تنساب عبر الاثير إلى أن أشرفت الشمس على المغيب عندئذ جمع الطفل القطيع و قفل راجعا إلى المنزل و في عينيه بريق السرور وراحة الضمير و سعادة الطمأنينة و الارتياح .