مسرحية: المحافظة على الحواس
اللسان يرفع سماعة الهاتف ويخاطب أذينة:
-" أذينة يا أذينة هل سمعت بما أصاب أختنا العين"
-الأذينة: "لا يا أخي اللسان وماذا أصابها؟ أخبرني لقد حيرتني؟"
-اللسان: "إنها مريضة لقد أصيبت بالرمد، فاحمرت وتقيّحت ولزمت الفراش ولم تعد قادرة على الرؤية الواضحة"
- أذينة:" هل أخبرت بقية أعضاء الحسّ بذلك؟ لا بدّ من زيارتها ومؤازرتها، لا يجب أن نتركها لوحدها في محنتها"
-اللسان:" لقد قمت بذلك وسنلتقي كلنا عندها بعد القليل"
الأخوة مجتمعون حول العين
- الأنف:" أعرف سبب مرضها إنها اليد التي تنقل الأوساخ والجراثيم "
و تلتفت إلى اليد:" لطالما نصحناك بأن تغتسلي دائما بالماء و الصّابون للقضاء على الجراثيم، هل رأيت ما حلّ بأختنا نتيجة استهتارك؟"
اليد غاضبة:" أنا أعرّض نفسي للأخطار لأحمي الجسم الذي ننتمي كلّنا إليه، أنا أشكّــــــل خط الدفاع الأمامي لصدّ كّل هجوم عدائي على وطننا و مع ذلك أنا دائما موضع اتّهام من طرفكم، هل هذا جزائي بالله عليكم قولوا لي ؟؟"
تلتفت إلى الأنف:" أنت دائما تحشر نفسك في مواضيع حتى التي لا تعنيك"
اللّسان بصوت حاد:" لنكفّ عن توجيه الاتّهامات إلى بعضنا فما يصيب أحدنا يؤثّــــر علينا جميعا و على كامل أعضاء الجسم "
ألا تعرفون قول النبي صلى الله عليه و سلم ( مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد, إذا اشتكى منه عضو: تداعى له سائر الجسد بالسّهر و الحمى)
أذينة:" أحسنت القول يا أخي يجب أن نحافظ على أنفسنا ، و أنا من جانبي سأتجنّـــب الأصوات الصاخبة و سألتزم بالنّظافة و زيارة الطبيب دوريا"
الأنف: "و أنا سأتجنّب مرض الزّكام اللّعين الذي يسبّب الرشح و الصّداع و آلام المفاصل و ضيق التّنفس و غيرهم من أمراض"
اليد:" وأنا سأحرس على نظافتي وسأتجنّب الحروق والخدوش"
اللّـــسان:" وأنا سأتجنّب تناول المشروبات السّاخنة جدا والباردة جدا وسأحرص على قول الحق وتجنّب النفاق والكذب"
العين:" وأنا سأقوم بزيارة الطبيب وسألتزم بنصائحه، سأتجنّب المرضى بالرمد حتى لا أصاب بالعدوى"
بقية الأعضاء يتفرقون في فزع:" يا إلاهي لقد أغفلنا موضوع العدوى و قد نصاب كلنا بالرمد " .