نزهة في الربيع
وصلتُ إلى مشارف أحد الحقول ، فاستقبلني نسيم عليل . تقدمتُ خطوات فإذا بأعيني تشاهدُ ما يعجزُ اللّسان عن قوله ، أرضٌ قد كساها بساطٌ أخضرُ مزركشٌ من أزهار من شتّى الأنواع و الألوان : زهر الأقحوان و شقائق النعمان تداعبها النسمات فتلامس بعضها، و كأنها تصفّق فرحا بعرس الطــّبيعة ، أشجار قد استعادت حلــّتها الخضراء و استقبلت أفواجا من الطيور قد عزمت على زخرفتها بأوكارها ، طيور ارتفعت زقزقتها شادية أحسن الألحان، خرفان هنا و هناك ترعى و تثغو زاهية قافزة ، سماء صافية و جوّ لطيف ، لم أستفق من جولتي إلاّ بعد أن مالت الشــّمس للمغيب فعدتُ شاكرةً الله على جمال صُنعهِ و روعة خَلقهِ.