رحلة الى مدينة طبرقة
أنا فتاة مولعة بالاستكشاف، أحبّ الرحلات وأرغب دائما في اكتشاف أماكن جديدة من وطننا العزيز.
ذات يوم دلف قسمنا المدير وزفّ إلينا خبرا سارّا جعلني أرقص فرحا و طربا إذ أن مدرستنا ستنظّم رحلة إلى مدينة طبرقة في الشّمال التونسي حيث الطّبيعة الغنّاء التي لا مثيل لها ، لقد سمعت كثيرا عن جمال هذه المناطق الخلاّبة لذلك فقد تحمّست كثيرا و لم أطق صبرا حتى جاء اليوم الموعود فامتطينا الحافلة التي انطلقت أوّل الأمر بطيئة ثم سارت تطوي الأرض طيّا و كأنّها في سباق مع الرّيح . بعد سويعات من سماع النّكت و الطرائف و الأغاني التي تمتّعنا بسماعها أثناء سفرنا الطّويل على متن الحافلة، و صلنا قرب سفح جبل عال فكنت أول النّازلين من الحافلة وأوّل الصّاعدين الى الجبل حيث شرعت في تسلّق مرتفعاته بحذر و حماس حتى وصلت القمّة الشّاهقة و أنا ألهث من التّعب و لكنني سرعان ما امتلأت حيويّة و نشاطا عندما ألقيت نظرة متأنّية حيث بدا لي سحر الطّبيعة الأخّاذ : أشجار باسقة لم أرى مثلها سابقا وطيور محلّقة في الفضاء الرّحب تردّد الألحان العذبة ، فراشات مزركشة رائعة الجمال تزيّن الحقول برقصاتها السّاحرة ، سهول ممتدّة تتخلّلها أودية رقراقة تنساب فيها المياه انسيابا ، و بعيدا هناك منازل تشبه علب الكبريت المبعثرة بين التلال الخضراء... وبعد أن أخذ منا التّعب كلّ مأخذ، اخترنا مكانا ظليلا تحت شجرة متشابكة الأغصان وافترشنا العشب الطريّ و شرعنا نلتهم الطّعام بنهم شديد و نستعيد بعض المواقف الطريفة فتتعالى ضحكاتنا و يشتد أنسنا و سرورنا ...و بعدما انتصفت الشمس في كبد السّماء ارتمينا في عرض البحر نتمتّع بمياهه المنعشة تارة ثم نلجأ إلى الشّاطئ نشيّد من رماله الذّهبية قصورا كبيرة.
وعند المغيب امتطينا الحافلة عائدين الى بيوتنا حاملين في أذهاننا يوما رائعا حافلا بالمتعة و أجمل الذكريات العزيزة على قلوبنا :كم أنت رائع يا وطني الغالي ، سأحافظ على كل شبر من ترابك العزيز.